المسؤول المريض... والمدير المعقد

المقاله تحت باب  في السياسة
في 
04/10/2007 06:00 AM
GMT



لدينافي العراق اليوم طبقة من المسؤلين المعقدين .. والذي يعتبر الغرور جزء من تربيتهم وفطرتهم أو قد يبدو انولدوا متكبرين أو انانين مع بنائهم الروحي الخاص . وأنهم يمتازون بشذوذ روحي منذ البداية وقبل تسلمهم المسؤولية مهما كانت كبرت أم صغرت لأفرق في ذلك .
وان هكذا مسؤول ( معقد ) يمتاز بسلوك خاص منذ اللحظة الأولى لتسلمه المسؤولية وعلى سبيل المثال ليس الحصر كالغرور والتكبر وعشق الكراسي وتبختر السيارات الفاخرة والقصور المشيدة والأسوار المدججة والاسفار المرتبة والحياة المرفهة والاقلام المميزة والافرشة المنضدة والاباريق المزخرفة ولحوم الطير الدانية والبدلات الحريرية والذي يؤدي هذا السلوك وهذا الترف إلى سيطرة أنانيته على جميع ميوله الأخرى كما هو ملاحظ على بعض مسؤلينا !!! ومن خلال متابعة دقيقة من قبل أهل الفطنة والعلم والمعرفة للهجتهم الناتجة من منطقهم الخاطي تجد علامة واضحة ودالة على العقدة التي تميزهم عنا ( عقدة التكبر أو مرض الاستعلاء )
وان خطر هكذا مرض أو حالة يكمن ويستند إلى منطق خاطي دائما ونرى صاحبه من المستحيل يرضى بالتنازل عنه . وذلك لأنه ( المسؤول المعقد ) توجد في ذهنه صور مغلوطة تماما عن الأشياء والموجدات وخاصة البشرية .. وهو ينظر أليها دوما من خلال أشعة منكسرة يحملها له وكيله أو مديره أو مستشاره أو ممثله أو من قربه ولهذا نراه يمتاز بتركيب واضح وخاص .
تمعن معي في وجه المسؤول المعقد تراه منقبض في الغالب وهو في عصبية دائما ونظراته ثابتة وباهتة ولهذا نراه عندما يبهت أو يبهر بشي أو شخص فلا يمكن أخراجه عن هذه الحالة بأي طريقة من الطرق طالما أن القضية الفلانية أو الإنسان الفلاني دخل مزاجه وعقله فقد قفلت شخصيته لا تقبل التأثير ولا التأثر .. وهذه الحالة اسميها أن جاز لي التعبير هي حالة من - الجحود العقلي والذهني - التي يمتاز بها المسؤول المعقد وذلك لان وضعه العقلي يشبه عضلات وجهه في الجمود وعندما يتلاقح الجمود العقلي والخمول الذهني مع عضلات الوجه المعقد المنحوس ستكون النتيجة الطبيعة هي الانطواء على النفس والمقربين وعدم الاهتمام بالناس وهمومهم ومشاكلهم ومعاناتهم وآلامهم .. ولم يكتفي بما مر بل نراه بين الحين والأخر يسلك سلوكا هجوميا بعد أن أهمل كل شي وهجومه هذا الغير مدروس والذي لا يعتمد العقل والتعقل والمنطق يؤدي إلى عدم احترام الآخرين ( كما حصل معنا كاعلاميين وصحفيينفي أكثر من مكان وزمان حيث طردنا وكسرة أدواتنا الإعلامية والصحفية ) .
هكذا وزير أو محافظ أو عضو برلمان أو مدير مستعد أن يتحطم ويحطم الأخر ولكن لا يتغير ولا يبدي أي تغير في نفسه أو عمله ويبقى عجولا وسريعا في حركاته وتصرفاته الغير منطقية والغير مدروسة والذي يعتمد بها الاستقلالية دوما ولا يشرك الأخر والآخرين .. وهو مدمن على شق طريق عمله أو وزارته أو محافظته لوحده وعندما يعترضه عارض أو فشل تصل به الحالة وبسبب فشله إعلان الحرب علينا حرب الإقصاء حرب الطرد حرب فسخ العقد وما إلى ذلك من حروب خالية من الدماء والسيوف والبنادق ولكنها أكثر وقعا من المدافع لأنها محاربة للخبز والإبداع !! كل هذا السلوك ارضاءا لشعوره الأناني الناقص للحكمة وكم تسببت مشاكل عظيمة بسبب حرب ( الإقصاء ) .
هؤلاء وأمثالهم من رؤساء الدوائر ورؤساء التحرير وغيرهم يعبدون ذواتهم وكأنهم جبلوا على الغرور والأنانية وكره الأخر !! نجد حركاتهم وسكناتهم , أقوالهم وأفعالهم تجاهنا نحن الفقراء وفي حالاتهم الاعتيادية مليئة بالتكبر والاستعلاء والغرور وذلك لوجود أدوات وظروف ساعدتهم لإرضاء غرورهم وأنانيتهم والذي شجعهم أكثر هو عدم وجود من يمنعهم ويتصدى لهم ولتصرفاتهم في محيطهم الإداري والوزاري والنقابي والاتحادي والحياتي والتربوي ولهذا نراهم معتادون مدمنون التكبر والتعالي والجبروت حيث أصبح مرضهم المزمن !! وفوق كل ما تقدم ينظرون لنا (( بدونية )) نحن الفقراء , المساكين , المضحين , البؤساء , المظلومين عبر زمنين , الذين نسكن الأرصفة , ونحنوا للقد من الطعام, والله يعلم كم خجلنا أمام أطفالنا لعدم تمكننا من شراء لعبة لهم أو أكلة معينة وكم , وكم , وكم , وقد فاتهم انه قد يكون منا من هو اشرف واطهر وازكي وأنبل واتقى واعلم واخلص منهم ولكن الصدفة الزمنية جعلت بعضهم على ما هم عليه اليوم .. وجعلت منا نتوسد الأرض ونلتحف السماء حيث أصبحنا كالأيتام على سفرة اللئام .
ولكن ومن خلال تجربتي المرة في ليل الضياع من بغداد إلى بلاد الثلج ومن الخمسينات إلى تاريخ كتابة مقالي ومن خلال مواكبتي للأنظمة المتعاقبة وجدت النموذج الأنف الذكر يندحر بسرعة ويطرد من المجتمع الذي يفر من الاحتكاك به والتعاون معه وان سلوك الغلظة والوجه العابس القمطرير الحاقد والأنانية القاتلة والجبروت والاستعلاء والاستكبار والغرور سيكون سبب حرمانك وفشلك مدى عمرك ايها المسؤول المعقد المريض .
شافاك الله مماأنت فيه